للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بطعامه فيمسوه بسوء عند نومه، ولا يخفى أيضاً ما لأثر الدسم والزهومة من تكاثر أنواع البكتيريا والجراثيم في وسط متخمّر يعد وسطاً محبَّبًا لتكاثرها، ومن ثَمَّ انتقالها إلى سائر الجلد، أو إلى الجوف، وتسبُّبها بأنواع الأمراض المختلفة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (١) وَلَمْ يَغْسِلْهُ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ (٢) .

جـ- لزوم توقي المواضع التي نزل بها وباء:

وهو ما يسمى اليوم بـ الحَجْر الصحي، حيث يُعْمد إلى عزل المنطقة الموبوءة عن سائر البلاد، فلا يُسمح بدخول صحيح إليها، ولا بخروج موبوء منها. وقد أرشدت السنة الكريمة إلى تجنب قدوم بلد نزل به وباء الطاعون (٣) ، كما منعت الفرار من أرض نزل


(١) غَمَر، بالتحريك، الدسم والزهومة من اللحم. فإن كان أثر من السمن سمي وَضَر السمن. ... انظر: النهاية لابن الأثير (٣/٣٤٥) .
(٢) الحديث، أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأطعمة، باب: في غسل اليد من الطعام، برقم (٣٨٥٢) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وابن حبان برقم (١٣٥٤) .
(٣) الطاعون - من حيث اللغة - الموت من الوباء، والجمع: الطواعين، قاله صاحب «الصحاح» ، وهو: مرض عضال، يكون بأثره قروح وأورام ملتهبة مؤلمة بما يتجاوز المقدار في ذلك، ويحدث في الأكثر في ثلاثة مواضع من الجسد: في الإبط، وخلف الأذن والأرنبة واللحوم الرِّخْوة، ويُطلق الطاعون، ويراد به ثلاثة أمور؛ ... أحدها: الأثر الظاهر. ... والثاني: الموت الحادث بسببه. ... والثالث: السبب الفاعل لهذا الداء. انظر: الطِبّ النبوي لابن القيم ص: ٢٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>