للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكدت الدراسة فائدة العسل في علاج المبطون] (١) .

هذا؛ وليس العسل مداويًا لما ذكر وحسب، لكن ثبتت أيضًا فعاليته في معالجة صنوف عديدة من الأمراض، منها: الزكام والوقاية منه، ومعالجة أمراض الجهاز التنفسي، والتهاب الأنف التحسُّسي، وقد صُنِّف في تفصيل الاستدواء بالعسل مصنفات كثر، من كتب وأبحاث ومقالات (٢) .

وبالجملة، فإن العسل - كما قال ابن القيم رحمه الله -: غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطِلاء مع الأطلية، ومفرِّح مع المفرِّحات، فما خُلِق لنا شيءٌ في معناه أفضل منه، ولا مثلَه، ولا قريبًا منه (٣) .

ومن لطائف المعنى في قوله تعالى: [النّحل: ٦٨] {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ *} ، أن الملحوظ في شأن النحل ميلها عمومًا إلى وضع بيوتها فيما ارتفع وعلا من الأماكن، فقمم الجبال وأعالي الشجر وأسقف البيوت وما يعرَّش فيها من الكروم وغيرها، تعتبر لديها المواضع الأمثل لتجميع العسل، [حيث تتخذ بيوتًا تبني فيها الشمع بأجنحتها بصورة خلايا محكمة مقسمة سداسيًا غاية في الإتقان، ثم تقيء العسل في هذه الخلايا، ثم تصبح إلى مراعيها تستجود منها الأحسن والأنفع، مبتعدةً في هذا الجو العظيم والبراري


(١) انظر: الرسالة الذهبية في الطب النبوي، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. محمد علي البار. ص: ١٧٠ - ١٧١.
(٢) من أهمها حداثة وتوسعًا: «الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي - حقائق وبراهين» لمؤلِّفه د. حسان شمسي باشا. فإن رُمْت المزيد فطالعه، لتيقَّنَ تمامَ الحكمة النبوية في الإرشاد الطبي.
(٣) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله ص: ٢٥.

<<  <   >  >>