للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشاسعة، والأودية السحيقة، والجبال الشاهقة، ثم تعود منها إلى موضعها وبيتها وما لها فيه من فراخ وعسل، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة] (١) . فسبحان من أوحى إليها اتخاذ البيوت، وسخر لها سلوك السبل، وألهمها استجواد الأغذية آكلة من كل الثمرات، جامعة لخلاصتها فيما رتَّبَتْه من خلايا اتخذتها في بيوتها.

وفي بيان أنواع العسل وبعض منافعه، يرشد الإمام الزهري رحمه الله فيقول: [عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وأجوده أصفاه وأبيضُه، وألينُه حِدَّة، وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال، والشجر، له فضل على ما يؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مرعى نحله] (٢) .

٢-الحبة السوداء، أو الحُبَيْبة السوداء، وهي (الشُّونِيز) - وهو لفظ فارسي (٣) ، اشتهرت تسميتها به في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسميها كثير من الناس اليوم: حبة البَرَكة.

يقول رسول صلى الله عليه وسلم في شأنها: فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلاَّ السَّامَ (٤) ، [والسامُ: الموت، والحبة السوداء، الشُّونِيز] . اهـ (٥) .


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله. ص: ٩٧٠، ط - بيت الأفكار الدولية.
(٢) انظر: الطب النبوي للإمام ابن القيم رحمه الله ص: ٢٧١.
(٣) كما في القاموس: (الشينيز، والشونيز، والشونوز، والشهنيز: الحبة السوداء، فارسي الأصل) . اهـ. انظر: القاموس المحيط للفيروز آبادي. مادة: شنز.
(٤) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحبة السوداء، برقم (٥٦٨٨) ، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: التداوي بالحبة السوداء، برقم (٢٢١٥) .
(٥) ما بين معقوفين من قول ابن شهاب الزهري رحمه الله، وهو لاحق برواية البخاري رحمه الله، كذلك هو مثبت بعد رواية مسلم للحديث، من غير نسبته إلى الزهري رحمه الله.

<<  <   >  >>