للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ (١) .

ويتبين مما سبق ذكره أن سقيا زمزم شفاء للمرضى من كل داء، بإذن الله تعالى، وبأن من شربها لأي نية أو مطلب وقد صَلَح يقينه بتحقق ذلك فإن الله عزّ وجلّ يحقق له ما نواه، كما يستفاد: (أن فضل ماء زمزم هو لعَينِه لا لأجل البقعة التي هو فيها، ولهذا، فإن الصلحاء يشربونه ويحملونه معهم في أسفارهم اتباعًا له صلى الله عليه وسلم، فإنه أول من حمل زمزم عند رجوعه من حجَّ البيت تبرُّكًا به واستشفاءً) (٢) .

أخي القارئ الكريم، قد علمت أن لزمزمَ - بإذن ربها - خاصية تحقيق المطلوب لشاربها، ومن ذلك عموم الاستشفاء بها من عموم الأدواء، لكنْ هي أيضًا يُسْتشفى بها من أمراض بعينها، ومن ذلك: أنها تبرد الحمى، وأن شُرْبها أو الادهان بها يُذهب الصداع، كما أن النظر في بئرها أو مائها يجلو بصر الناظر ويقويه.

أما إبراد الحمى، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوها بِالْمَاءِ، أَوْ قَالَ: بِمَاءِ زَمْزَمَ (٣) ، ويكون ذلك الإبراد بصب


(١) أخرجه البيهقي في سننه (٥/٢٠٢) ، وعبد الرزاق في مصنفه (٥/١١٩) ، وقد حسَّنه السخاوي في مقاصده ص: ٣٦٠. وقال الألباني رحمه الله: وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات. اهـ. انظر: التعليقات المسبلة ص: ١٦٠.
(٢) انظر: الإعلام الملتزَم لأحمد بن علي الشافعي الغزّي ص: ٨، وص: ١٧.
(٣) أخرجه البخاري؛ - بشك الراوي همّام عن أبي جمرة الضُّبَعي - كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة، برقم (٣٢٦١) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث أخرجه أحمد في مسنده - بجزم همّامٍ - «بماء زمزم» ، في مسند آل العباس، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، برقم (٢٦٤٩) . وعند مسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها، ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما أيضًا، ومن حديث رافع بن خَدِيجٍ؛ جميعها في كتاب السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي. بالأرقام (٢٢٠٩ - ٢٢١٠ - ٢٢١١ - ٢٢١٢) : «بالماء» دون تعيين زمزم.

<<  <   >  >>