للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته، وضالٍ لعدم معرفته له، مع ما تضمنَتْه من إثبات القَدَر والشرع والأسماء والمَعاد والتوبة وتزكية النفس، وإصلاح القلب، والرد على جميع أهل البدع، وحقيقٌ بسورة هذا بعض شأنها أن يُستشفى بها من كل داء، والله أعلم) (١) .

وقال الإمام النووي رحمه الله: (وإنما رقى بالمعوّذات: لأنهم جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلاً. ففيها الاستعاذة من شر ما خلق فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد وهن السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس، والله أعلم) (٢) . وقال الإمام ابن بطّال رحمه الله: (في المعوّذات جوامع من الدعاء. نعم، أكثر المكروهات من السحر والحسد وشر الشيطان ووسوسته، وغير ذلك، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بها) (٣) .

ويتفرع على هذه المسألة: بيان سبب (اكتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوّذات وترك ما سواها) (٤) .


(١) انظر: زاد المعاد لابن القيم، (٣/١٤٣) . والمثبت هنا ما نقله الإمام ابن حجر عنه - بتصرف يسير - في الفتح (١٠/٢٠٩) .
(٢) انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (١٤/٤٠٤) .
(٣) كما نقله الإمام ابن حجر عنه في الفتح (١٠/٢٠٨) .
(٤) كما في الترمذي - وحسَّنه - كتاب: الطب، باب: ما جاء في الرقية بالمعوذتين، برقم (٢٠٥٨) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. بلفظ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِْنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا» . وعند أبي داود؛ كتاب: الخاتم، باب: ما جاء في خاتم الذهب، برقم (٤٢٢٢) عن ابن مسعود رضي الله عنه، بلفظ: «كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ عَشْرَ خِلاَلٍ ... » ، فذكر منها: «والرُّقى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ ... » الحديث. قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة، والله أعلم. اهـ. وهو في ضعيف سنن أبي داود (٩٠٤) . وعند النسائي؛ كتاب: الزانية، باب: الخضاب بالصفرة، برقم (٥٠٩١) ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أيضًا بلفظ: «أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ ... » ، وذكر منها: «الرُّقى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ ... » الحديث.

<<  <   >  >>