للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: (أن هذا لا يدل على المنع من التعوّذ بغير هاتين السورتين، بل يدل على الأولوية، ولا سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما، وإنما اجتزأ - اكتفى - بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً) (١) .

المسألة السابعة: أيرقي أهلُ الكتاب المسلمين؟

الجواب: (اختُلف في استرقاء أهل الكتاب، فأجازها قوم وكرهها مالك رحمه الله، لئلا يكون مما بدلوه - أي حرّفوه من الكتاب - وأجاب من أجاز: بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه، وهو كالطب سواء كان غير الحاذق لا يحسن أن يقول - أي: في الطب - والحاذق يأنف أن يبدّل حرصًا على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته. والحق أنه - أي: استرقاء أهل الكتاب - يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال) (٢) . فالحاصل في ذلك أن الراقي من أهل الكتاب، إن عُرف عنه أنه رقّاء، وكان حافظًا للكتاب، ويرقي بما يُعرف من ذكر الله، وكان المريض بحاجة ماسة، وليس مِنْ راقٍ من المسلمين، جاز، والله أعلم.


(١) الجواب من كلام الإمام ابن حجر رحمه الله. انظر: الفتح (١٠/٢٠٦) .
(٢) هذا من كلام الإمام المازري رحمه الله، ينقله ابن حجر عنه في الفتح (١٠/٢٠٧) . ... - وما سُطِّر تحته هو ترجيح للإمام ابن حجر رحمه الله، في جواز ذلك باعتبار الأشخاص واختلاف الأحوال.

<<  <   >  >>