للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والتعريف الراجح في الفرق بين النبي والرسول هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت: ٧٢٨ هـ) في كتابه "النبوات"؛ حيث قال: «فالنَّبِيُّ هو الذي ينبِئُهُ اللهُ، وهو ينبِئُ بِمَا أنبأَ اللهُ بِهِ، فإن أُرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلِّغَهُ رسالةً من اللهِ إليهِ فهو رسولٌ، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يُرسل هو إلى أحدٍ يُبَلِّغُهُ عن اللهِ رسالةً فهو نَبِيٌّ وليس بِرَسُولٍ» (١).

[٧] مُحَمَّدِ المُصْطَفَى المَهْدِي وَعِتْرَتِهِ … وَصَحْبِهِ الطَّاهِرِينَ المُوضِحِي السُّبُلَا

مُحَمَّدِ: من أشهرِ أسمائهِ -صلى الله عليه وسلم-.

المُصْطَفَى: قال ابن فارس (ت: ٣٩٥ هـ): «صَفَوَ: الصَّادُ وَالفَاءُ والحَرْفُ المُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى خُلُوصٍ مِنْ كُلِّ شَوْبٍ، وَمُحَمَّدٌ صفوة الله تعالى وخيرته من خلقه، ومصطفاه -صلى الله عليه وسلم-»، واصطفاهُ: اختارهُ (٢).

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل اصطفى كنانةَ من ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ)) (٣).

قوله: (المَهْدِي): اسم مفعول من هَدى يَهْدِي؛ أي: أنَّ اللهَ قد هداهُ إلى طريقِ الحقِّ؛ قال تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: ٧].


(١) انظر: الفرق بين الفرق: ٣٤٢، وأعلام النبوة: ٥٢، والنبوات: ٧١٤.
(٢) انظر: العين: ٧/ ١٦٣ (ص ف و)، ومقاييس اللغة: ٣/ ٥٤٥ (ص ف و)، والصحاح: ٥/ ١٩١٤ (ص ف ا).
(٣) صحيح مسلم، كتاب: الفضائل، بابٌ: فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة: (١٠٠٨)، رقم الحديث: (٥٩٣٨).

<<  <   >  >>