للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واختلفوا في نسبتها إلى الجاحظ (١)، وغيرهم.

الصَّرْفَةُ لُغَةً:

قال الخليل: «الصَّرْفُ: أن تصرفَ إنسانًا على وجهٍ يُريدهُ إلى مَصْرَفٍ غَيْرِ ذلك» (٢).

تعريف الصَّرْفَة في الاصطلاح:

اختلفت عبارات أهل العلم في تعريفِ الصَّرْفَةِ اصطلاحًا (٣).

ولعل أرجح هذه التعريفات هو: أنَّ العَرَبَ قَادِرُونَ عَلَى الإِتْيَانِ بِمِثْلِ القُرآنِ لَوْ لَمْ يُصْرَفُوا، سَوَاءٌ أَكَانَ بِصَرْفِ الهِمَمِ عَنِ المُعَارَضَةِ، أَمْ بِسَلْبِ العُلُومِ التِي لَا بُدَّ مِنْهَا لِلإِتْيَانِ بِمِثْلِ القُرْآنِ.

قال الناظم: «قال النَّظَّام: القرآنُ كسائرِ الكتبِ المُنَزَّلَةِ لا إعجازَ في لفظه ومعناه، وكانت العربُ قادرةً على مماثلته، لكنَّ الله تعالى صرَفَ قدرتَهم، وسلَبَ عِلمَهم عند التحدي، فعجزوا عن معارضته» (٤)، فَجَعَلَ المُعْجِزَ فِعْلَ الصَّرْفِ - نَفْسَهُ - لا القرآن الكريم.

المذهب الثالث: إخباره عن الغيوب، وقال به النَّظَّام (٥)، والقاضي عياض (٦)،


(١) هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي الجاحظ، العلامة المتبحر ذو الفنون، صاحب التصانيف، كان ماجناً قليل الدين، وهو من بحور العلم، (ت: ٢٥٥ هـ) وقيل غير ذلك. السير: ١١/ ٥٢٦ - ٥٣٠، الأعلام: ٥/ ٧٤. وانظر قوله في كتاب: الصرفة والإنباء بالغيب د. حسين نصار: ١١ - ١٦.
(٢) انظر: العين: ٧/ ١١٠ (ص ر ف)، وتهذيب اللغة: ٢/ ٢٠٠٧ (ص ر ف).
(٣) انظر التعاريف في: القول بالصرفة في إعجاز القرآن «عَرْضٌ وَنَقْدٌ» د/ عبد الرحمن الشهري: ١٢ - ١٧.
(٤) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٤٨، والنُّكت في إعجاز القرآن: ١١٠، وبيان إعجاز القرآن: ٢٢ - ٢٣.
(٥) انظر: الفَرق بين الفِرق: ١٤٣.
(٦) هو الشيخ الإمام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي، ولد سنة: (٤٧٦ هـ) ـ، واستبحر من العلوم، وجمع وألف، وهو إمام الحديث في وقته، وأعرف الناس بعلومه، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، توفي شهيداً مقتولاً بمرَّاكش سنة: (٥٤٤ هـ) .. وفيات الأعيان: ٣/ ٤٨٣ - ٤٨٥، والسير: ٢٠/ ٢١٢ - ٢١٨. وانظر قوله في كتاب: شرح كتاب الشفا: ٢/ ٨١٠.

<<  <   >  >>