للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بغير الرسم العثماني (١).

وذكر رحمه الله في جميلة أرباب المراصد إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع رسم المصحف العثماني، حيث قال: «وهذا مذهب الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم» (٢).

ومعنى قوله: (اقْتَدَوْا)؛ أي: بالذين من قَبْلِهِمْ من كَتَبَةِ المَصَاحِفِ، وذلك بـ «تجريدها من نحو النَّقْطِ والشَّكْلِ، ووضعها على مصطلح الرسم من البدل والزيادة والحذف» (٣).

وهذا فيه إشارة إلى ما أخرجه الداني بسنده، قال أشهب (٤): سئل مالكٌ (٥)، فقيل له:

أرأيت من استكتب مصحفًا اليوم أَتَرَى أن يُكتبَ على ما أحدث الناسُ من الهجاءِ اليوم؟

فقال: «لا أرى ذلك، ولكن يُكتب على الكتبة الأولى» (٦).


(١) للتَّوسُّع في هذه المسألة، ينظر: رسم المصحف بين المؤيدين والمعارضين: ٥١ - ٦٨، رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية: ١٩٧ - ٢٠٣.
(٢) انظر: جميلة أرباب المراصد: ٢٤١.
(٣) المرجع السابق: ٢٤١.
(٤) هو: أشهب بن عبد العزيز بن داوود، أبو عمرو القيسي المصري الفقيه، واسمه مسكين، وأشهب لقبٌ له، أحد فقهاء مصر، صاحب الإمام الشافعي، وتلميذ الإمام مالك بن أنس، (ت: ٢٠٤ هـ). السير: ٩/ ٥٠٠ - ٥٠٣ (١٩٠)، وغاية النهاية: ٣/ ١٢٧٦.
(٥) مالك بن أنس بن مالك، أبو عبد الله الأصبحي الحميري، المدني الفقيه، إمام دار الهجرة، وصاحب المذهب، أخذ القراءة عرضًا عن نافع بن أبي نعيم، روى القراءة عنه أبو عمرو الأوزاعي ويحيى بن سعيد، مات سنة: (١٧٩ هـ)، روى له: البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه، رتبته عند ابن حجر: إمام دار الهجرة، من مؤلفاته: «الموطأ»، و «رسالة في القدر». السير: ٨/ ٤٨ - ١٣٥ (١٠)، وغاية النهاية: ٢/ ٩٤١.
(٦) انظر: المقنع: ١/ ٣٥٣، والمحكم: ٩٠.

<<  <   >  >>