للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا معنى قوله: (لُؤْلُؤًا كُلُّهُمْ فِي الحَجِّ قَدْ مَطَلَا)؛ أي: أثبت الألف. والمطل يعني: الزيادة.

الثاني: قوله تعالى: {وَلُؤْلُؤًا} [فاطر: ٣٣]. فيه خلاف بين المصاحف.

ذكر إثبات الألف الإمام الداني بإسناده عن الأعرج عن أهل المدينة، وروى بإسناده أيضًا إلى قالون عن نافع أن الحرف الذي في فاطر بألفٍ مكتوبةٍ، وهذا معنى قول الناظم: (وَفَاطِرٌ نَافِعٌ)، وعن الفرَّاء (ت: ٢٠٧ هـ): «في مصاحف أهل المدينة والكوفة بألفين»، وهذا معنى قوله: (وَالمَدَنِيْ وَالكُوفِ فِي فَاطِرٍ وَالحَجِّ قَدْ نُقِلَا لَا شَكَّ فِيهِ عَنِ الفَرَّا)، والإمام أبو داوود أطلق الإثبات، وعن مصاحف المدينة بالاتفاق في جميع المواضع أنَّه بألفٍ نصبًا، والإمام السخاوي عن مصاحف أهل الشام، وذكر الإمام الداني والإمام أبو داوود أنَّ المصاحف اختلفت في [فاطر: ٣٣]، وهذا مفهوم قوله: (وَالغَيْرُ مُخْتَلِفٌ)، ونقلَ أيضًا أنَّ نُصَيْرًا (١) زعم أنَّ المصاحف اتفقت على حذف الألف في فاطر، وبإسناده إلى محمد بن عيسى الأصبهاني عن مصاحف البصريين، وعن الأصبهاني عن عاصم الجحدري عن الإمام، وهذا معنى قوله: (أَوِ الإِمَامُ سَرَى وَفَاطِرًا عَزَلَا)، وذكر الإمام أبو داوود الحذف عن أبي جعفر الخزَّاز عن مصاحف أهل البصرة، وعن عاصم الجحدري عن المصحف الإمام، وقد ذكر الفرَّاءُ (ت: ٢٠٧ هـ)


(١) هو: نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي، أبو المنذر البغدادي، المقرئ النَّحْويُّ، من الأئمة في علم الرسم، أخذ عن الكسائي وأبو محمد اليزيدي، وعنه: محمد بن عيسى الأصبهاني وداوود بن سليمان، (ت في حدود: ٢٤٠ هـ). معرفة القراء: ٢٤٣، وغاية النهاية: ٣/ ١٣٣٠ - ١٣٣١.

<<  <   >  >>