للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ لمّا كانت هاءُ التأنيثِ وتاءُ التأنيث تدخل على الأسماء، اختلف النحويون في أيها الأصلُ: هل الهاء، أم التاء؟

قال الناظم في كنز المعاني: «وَقَدِ اخْتُلِفَ في الأصل ما هو؟

فقال سيبويه (ت: ١٨٠ هـ) (١) وابن كيسان (ت: ٢٩٩ هـ): «التاءُ هي الأصلُ، لجريان الإعراب عليها، ولثبوتها في الوصل الذي هو الأصل، وإنّما أُبدِلت هاءً في الوقف فرقًا بينها وبين؛ نحو: (ملكوت وعفريت)؛ أي: الزائدة لغير التأنيث، وهما مهموسان، ويجوز الوقف بالتاء مطلقًا في الكلام، وقال ابن كيسان (ت: ٢٩٩ هـ): «فرقا بين الاسميّة والفعليّة»، وقيل: «لئلّا يلتبس شجرةً المنصوبة بشجرتا»، وقال ثعلب (ت: ٢٩١ هـ) في آخرين: «الهاء هي الأصل؛ لإضافتها إليها، ورسمها هاءً غالبًا، وفرقًا بين الاسميّة والفعليّة؛ لئلّا يلتبس، نحو: شجرت بشجرة وقفًا، وأُبدِلت تاءً في الوصل؛ لأنها أجمل الحركات لشدتها كماءٍ».

فالمواضع المرسومة بالهاء على الأوَّل باعتبار الوقف، والمرسومة بالتاء على الأصل، وعلى الثاني المرسومة بالهاء على الأصل وبالتاء باعتبار الوصل، ومن ثَمَّ اعْتُبِرَ فيه اتصالٌ مَا» (٢).

قال العلامة ابن يعيش (ت: ٦٤٣ هـ): «وفي هذه التاء مذهبان:

أحدهما: وهو مذهب البصريِّين: أنَّ التاء الأصلُ، والهاء بدلٌ منها.


(١) انظر: الكتاب: ٤/ ١٦٦، وقد نَصَرَ هذا القول أبو الفتح ابن جني في كتابه المنصف وأَيَّدَهُ بأدلة: ١/ ١٦١، وانظر: سر صناعة الإعراب له: ١/ ١٦٢، وعلل النحو لأبي الحسن الورَّاق: ١٦٨ - ١٧١.
(٢) العباسي، عبد الرحيم بن لطف الله. (١٤٢٩ هـ-١٤٣٠ هـ). كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري، رسالة ماجستير غير منشورة. الجامعة الإسلامية. المدينة المنورة. المملكة العربية السعودية: ٣٩٠ - ٣٩١.

<<  <   >  >>