للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وموضوعات متنوعة، ولذا كان نصيب المقالة فيها ضئيلا. وكان لمجلات الأحزاب شأن كبير في هذا التطور. فمجلة "Edinburgh Review" التي صدرت سنة ١٨٠٢، كانت منبرا لأدباء حزب الأحرار.

ومجلة "Quarterly Review" التي صدرت سنة ١٨٠٩م، كانت تنطق بلسان أدباء المحافظين. وكانت المنافسة بينهما على أشدها. ولهذا كان كل منهما تبذل المال بسخاء، لاجتذاب كبار الكتاب إليها.

ولكن المجلة الأدبية الأولى، التي صدرت في هذا العهد، كانت مجلة "المتأمل" "Reflector" "١٨١-١٨١٢"، للي هنت. وقد قدمت خدمات جلى للحركة الأدبية الجديدة، ولكن عمرها كان قصيرا، وتولى تحريرها كبار كتاب العصر، وكانت خير تعبير عن الروح الجديدة التي شملت الأدب والحياة.

وقد تركت هذه المجلات، آثارا بارزة في المقالة الجديدة؛ إذ استغنت عن المادة الصحفية التي كانت تضطر إليها المجلات القديمة، وبهذا فسحت المجال أمام كتاب المقالات لكي يعالجوا موضوعاتهم بإسهاب وإفاضة؛ إذ بينما كانت المجلة القديمة تخص المقالة بصفحة أو صفحتين، أصبحت المجلة الجديدة تفتح صدرها للمقالة، حتى إن بعض المقالات كانت تسود ما يقرب من عشرين صفحة. وبهذا ازداد حجم المقالة الحديثة، واتسع نطاق موضوعاتها تبعا لذلك.

ومن ناحية أخرى، نجد أن المجلة الجديدة تركت أثرا كبيرا في المقالة الحديثة، وذلك بحرصها على اجتذاب أعلام الكتاب، ونفحهم المكافآت الضخمة وتركها الحرية لهم ليعالجوا الموضوعات التي يريدون. هذا فضلا عن أن سير هذه المجلات نحو التجديد بخط حثيثة،

<<  <   >  >>