في تلك الفترة التي انصرمت بين نمو البذور التي طرحها مونتين في حقل المقالة، وعودة الملكية إلى إنكلترا سنة ١٦٦٠م، نلتقي بعض الكتاب المغمورين، الذي جربوا أقلامهم في تحبير المقالات، متأثرين بأحد الأسلوبين: أسلوب مونتين، وأسلوب باكون. ولكن واحدا منهم لم يترك أثرا ذا قيمة في هذا السبيل، إن في القالب أو في المضمون.
وقد مرت المقالة في هذه الفترة بمحنة. ولعل ذلك عائد إلى انصراف أكثر الكتاب إلى معالجة "الصور الشخصية" أو إلى المشاركة في الخصومات السياسية والحزبية التي تلظى أوارها في ذلك الحين.
ولكن ما لبثت المقالة أن استردت مكانتها، في فترة الهدوء التي عقبت عودة الملكية. وكان للتقليد الذي تركه مونتين فيها أثر كبير في نهضتها تلك. وقد يعزى ذلك إلى اتجاه القارئ الإنكليزي آنذاك نحو الاطلاع على الأدب الفرنسي، بعد عودة الأسرة المالكة من فرنسا. أو إلى كون