مقالات مونتين بما فيها من شك في القيم، ومن حرية في التفكير والتعبير، أكثر ملاءمة للمزاج الإنكليزي في ذلك الوقت الذي اختلت فيه المفاهيم واهتزت القيم. وقد ترجمت مقالات مونتين في هذه الفترة ترجمة جديدة متقنة، نسخت ترجمة فلوريو، وطبعت ثلاث طبعات قبل سنة ١٧٠٠م.
وقد جرى ذكر مونتين على أقلام أعلام الكتاب في تلك الفترة، ومنهم إبراهام كاولي "١٦١٨-١٦٦٧م" ودريدن "١٦٣١-١٧٠٠م" وويشرلي "١٦٤٠-١٧١٦م". واشتهر منهم في كتابتها كاولي، الذي تزود لها بثقافة كلاسيكية عميقة شاملة، وبخبرة واسعة في الشئون العامة، فضلا عن أسلوبه العذب الرقيق، الذي اكتسبه نتيجه لتمرسه بنظم الشعر فترة من الزمن. ثم قدر له أن يعتزل الحياة العامة، بعد أن يئس من مكافأة الملك شارل الثاني له، لقاء ولائه للملكية ودفاعه عنها. وقضى سنوات عزلته الأربع في تأمل وكتابة. ونشرت مقالاته لأول مرة سنة ١٦٦٨م، وهي تشي بتأثر شديد بالأسلوب المونتيني، وخاصة في بث أحاسيسه الخاصة تجاربه الشخصية وفي تضمين بعض الاستشهادات والأقوال المأثورة التي اقتبسها عن الكتاب المتقدمين، وفي أسلوبه الطلق الأليف، الذي يتدنى أحيانا إلى مستوى لغة الكلام العادي.
وكذلك اشتهر في هذه الفترة سير وليم تمبل "١٦٢٨-١٦٩٩م" الذي أسهم في الحياة السياسية بنصيب كبير. وكان كلما خلا إلى نفسه في مقاطعته الخاصة في سري يدون بعض تأملاته بأسلوب أدبي حر طليق، في مقالات تدور في الفلك المونتيني ولا تند عنه، وقد نشرت مقالاته هذه في ثلاثة أجزاء.
وقد عني بعض كتاب هذه الفترة بالمقالة، وتركوا فيها بعض الآثار