البسيطة، التي تخلو من الصنعة الفنية المتقنة، إلى عمل أدبي صرف له شروط دقيقة محكمة، ويحتاج كاتبه إلى فطنة وبراعة في اختيار المادة وإخراجها. والأقصوصة من بين ألوان الكتابة النثرية القصيرة، هي الزي الأدبي المفضل في النصف الأول من هذا القرن. وقد اشتهر من كتاب المقالة الشخصية في هذا القرن ماكس بيربوم وإدوارد لوكاس وهيلير بلوك وجون جولزورذي ووليم بتلر بيتس وجوزيف كنراد وستيفان ليكرك. واشتهر في كتابة المقالة النقدية والعلمية والفلسفية، فضلا عمن ذكرنا، جورج برنارد شو، وجورج مور، وهيو ولبول، وت. س. أليوت، وهـ. ج. ولز، وأرنولد بنيت، وبرتراند رسل، وسير أولفر لودج وسواهم.
وقد شهدت المقالة ازدهارا عظيما في أميركا، وخاصة في وصف الطبيعة وفي النقد الأدبي. وشهرتها في سائر بلدان العالم لا تقل عن ذلك؛ لأنها أصبحت الوسيلة السريعة الأولى للاتصال بالقراء، وتزودهم بالمعلومات، وإثارة أفكارهم وعواطفهم، وذلك في الصحف السيارة وفي المجلات. وهذا مما يجعل أمر حصرها واستقصاء أنواعها وأسماء كتابها في هذا البحث الموجز، من الصعوبة بمكان عظيم.