للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السائرة، وجوامع الكلم التي لا تنتظمها وحدة شاملة١..وفي المرحلة الثانية تستقطب هذه الأمثال والأقوال الحكمية، حول فكرة واحدة، هي فكرة الملك والجاهل، وهذه الفكرة الموحدة، أو الموضوع العام، هي البداية الحقيقية لفكرة وضع عنوان لكل مقالة٢. وفي المرحلة الثالثة، نجد أن هذه الأمثال التي دارت حول فكرة واحدة، قد اتسع نطاقها حتى شملت مجموعة من الأفكار التي تنتظمها وحدة موضوعية. فأصبح المثل الموجز المركز موضوعا عاما يتيح للكاتب أن يحيل قلمه في حديث مسهب، وأن يفيض في عرض أفكاره وبسط نظراته، وهنا نقع على الصورة الموجزة للمقالة الحديثة٣.

ويعكس لنا الأدب الصيني القديم الذي يدور حول الموضوعات الدينية والفلسفية مثل هذه المراحل أيضا، وخاصة في الأقوال المأثورة التي تنسب إلى كونفوشيوس "حوالي ٥٠٠ ق. م"، وكذلك في آثار تسي زي في ذلك العهد، ثم في كتابات منشيوس "حوالي ٣٠٠ ق. م"، أكبر أتباع كونفوشيوسي، وخاصة في تلك الفصول التي كتبها عن الحب الكوني. ثم في تعاليم لاووتس، في أوائل القرن السابع ب. م. التي ضمنها كتابه "الطريق".


١ سفر الأمثال: الإصحاح ١٠-٢٢، وسفر الجامعة، الإصحاح العاشر.
٢ سفر الجامعة: من الآية التاسعة من الإصحاح الرابع حتى الآية التاسعة من الإصحاح الخامس.
٣ سفر يشوع بن سيراخ الإصحاح الثالث، الآية ١-١٦ والإصحاح الثاني عشر "باطل الأباطيل" من سفر الجامعة.

<<  <   >  >>