أمأ موري في قاموسه، فقد تنبه للتغيرات التي طرأت على المقالة الحديثة، فعرفها بأنها "قطعة إنشائية ذات طول معتدل تدور حول موضوع معين أو حول جزء منه". ثم مضى قائلا:"وكانت في الأصل تعني موضوعا يحتاج إلى مزيد تهذيب، ولكنها أصبحت الآن تطلق على أية قطعة إنشائية، يختلف أسلوبها بين الإيجاز والإسهاب ضمن مجالها الموضوعي المحدود".
والذي نستبينه من هذا التعريف، أن المقالة بمرور الأيام واختلاف الكتاب أصبحت عملا منظما، يتطلب مزيدا من إحكام الصنعة وضبط التصميم، إلا أنها مع هذا، لا تبلغ مبلغ الكتاب أو البحث الكامل.
وقد عرف أدموند جوس المقالة في بحثه المنشور في دائرة المعارف البريطانية بقوله:"المقالة باعتبارها فنا من فنون الأدب، هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تكتب نثرا، وتلم بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلة سريعة، ولا تعنى إلا الناحية التي تمس الكاتب عن قرب".
من هذه التعريفات المختلفة نخرج بتعريف يكاد يشملها جميعا، وهو أن المقالة الأدبية قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع، تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة والرهق. وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب. وهذا التعريف ينطبق على المقالة بمعناها الفني الضيق ويحتفظ لها بصفتها التي أرادها لها مونتين حين سماها "محاولة".