للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتألق في جبينه ويتدفق في وجهه.

يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية فيشترط ليسر مالا وبنين وصحة؛ فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف، وفي الناس من يشقى في النعيم، ومنهم من ينعم في الشقاء. وفي الناس من لا يستطيع أن يشتري ضحكات عالية عميقة واسعة بأتفه الأثمان، وبلا ثمن".

ونجد ثانيا ذلك العرض الموجز لأسباب قلة السرور في مصر والشرق عامة ومحاولته تعليله ورده إلى أسبابه النفسية في أمم الشرق، ثم تلك المقارنة التي عقدها بين أمم الشرق وأمم الغرب من حيث تكوين النفسيات والظروف الخارجية والداخلية التي تترك أثرها في ذلك.

وثالثا: تلك الخاتمة التي بسط فيها الوسائل التي يستطيع بها الإنسان أن يتغلب على مصاعبه، فيخلق هالة من السرور تحيط به، وقد جعلها على صورة دروس، يلقنها الإنسان لكي يجعل من حياته سرورا دائما ومرحا مقيما.

والأسلوب هو الشق الآخر من الصورة الفنية الظاهرة للمقالة. وإذا لجأنا ثانية إلى والتر باتر، في مقالته تلك، وجدناه يصف التصميم بأنه "العقل في الأسلوب" أما الصورة الفنية للعمل الأدبي فهي على حد قوله "الروح في الأسلوب". ويعني بها الطريقة التي يعمد إليها بعض الكتاب في اصطناع اللغة واستغلال طاقاتها التعبيرية، بحيث تستطيع أن تعبر عن تلك الروح التي ترفرف في نفوسهم، قلقة حائرة تريد الانطلاق تعبيرا كأنه الوحي المنزل.

وقد عرف الناقد و. س. برونل. الأسلوب، بأنه "ذلك الركن من

<<  <   >  >>