للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قارئه السبيل. وقد حدد أحد المؤلفين، خطة المقالة الموضوعية بما يلي:

"وأما خطة المقالة "Plan" فهي أسلوبها المعنوي من حيث تقسيمه وترتيبه، لتكون قضاياه متواصلة، بحيث تكون كل قضية نتيجة لما قبلها مقدمة لما بعدها حتى تنتهي جميعا إلى الغاية المقصودة. وهذه الخطة تقوم على المقدمة، والعرض والختام. فالمقدمة تتألف من معارف مسلم بها لدى القراء، قصيرة متصلة بالموضوع معينة على فهمه بما تعد النفس له، وما تثير فيها من معارف تتصل به. والعرض -أو صلب الموضوع- هو النقط الرئيسية أو الطريقة التي يؤديها الكاتب، سواء انتهت إلى نتيجة واحدة أم إلى عدة نتائج هي في الواقع متصلة معا، وخاضعة لفكرة رئيسية واحدة. ويكون العرض منطقيا مقدما الأهم على المهم، مؤيدا بالبراهين قصير القصص أو الوصف أو الاقتباس، متجها إلى الخاتمة لأنها منارة الذي يقصده. والخاتمة هي ثمرة المقالة وعندها يكون السكوت، فلا بد أن تكون نتيجة طبيعية للمقدمة والعرض، واضحة صريحة، ملخصة للعناصر الرئيسية المراد إثباتها، حازمة تدل على اقتناع ويقين، لا تحتاج إلى شيء آخر لم يرد في المقالة"١.

وهذا النوع من المقالة، هو اللون الغالب على أدبنا المقالي اليوم، بل على الأدب المقالي في العالم. وأهم ألوانه:

١- المقالة النقدية:

في حقول الأدب والفن، ويرجع تاريخها في الأدب الأوروبي إلى فترة مبكرة، فنحن نجد جون دريد يكتب مقالة طويلة عن الشعر المسرحي، سنة ١٦٦٨. ونرى كتابا آخر يتناولون بعض الموضوعات الأدبية بالنقد والتحليل، في القرن الثامن عشر. إلا أن


١ أحمد الشايب: الأسلوب ص٧٤.

<<  <   >  >>