للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدكتور فؤاد صورف والدكتور أحمد زكي.

٥- مقالة العلوم الاجتماعية:

وهي تعرض لشئون السياسة والاقتصاد والاجتماع، عرضا موضوعيا، يعتمد على الإحصاءات والمقارنات، وعلى التحليل والتعليل، والتنبوء في بعض الأحيان.

والخطة في جميع هذه المقالات، يجب أن تقوم على تصميم محكم وتنسيق دقيق، كما أن أسلوبها يجب أن يكون واضحا دقيقا خاليا من الحشو والاستطراد والالتفاف، قوامه المصطلحات العلمية المتداولة بين ذوي الاختصاص.

وبعد، فإن التمييز بين أنواع المقالات مهمة شاقة عسيرة، إن ارتضيناه لأنفسنا تسهيلا للبحث، فإن طبيعة هذا الفن الأدبي لا تقره ولا توافق عليه؛ إذ إن بعض الكتاب يجمعون في مقالاتهم بين طرفي الموضوع والذات، ويمسكون الحبل من منتصفه، فتطغى الصفة الذاتية على بعض المقالات الموضوعية، أو تنعكس الآية فتطغى الصفة الموضوعية على بعض المقالات الذاتية. وهذا واضح في أدبنا المقالي الحديث، فإن كتابنا إذا ما عرضوا لمشكلة من مشكلات السياسة أو الاجتماع، لا بد من أن يضفوا عليها مسحة ذاتية صريحة وهذا ما نجده في أكثر مقالات العقاد والمازني وأحمد أمين وطه حسين. ولعل هذا هو شأن المقالة الأوروبية اليوم، خارج دائرة الاختصاص الضيق المحدود. فكتاب الاختصاص، هنا وهناك، هم الذين يلتزمون الحدود الموضوعية لا يتعدونها، أما الكتاب المحترفون الذين يجيلون أقلامهم في كل فن وعلم، فإنهم يمليون إلى التبسيط والتبسط، وإلى تلوين المقالة بلون شخصي يبث فيها الحياة والإشراق، على حساب موضوعية العلم ونظرياته.

<<  <   >  >>