للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم".

يَدُوكُون أي: يخوضون".

ــ

والأضرحة ويذبح لها وينذر لها ويقول أنا مسلم؟. هل هذا هو الإسلام؟.

يجب أن نعرف هذا الأمر العظيم، وهذا الأصل العظيم، وهذه القاعدة العظيمة، وهذا الذي يجب أن يركِّز الدعاة عليه، إذا كانوا يريدون أن تكون دعوتهم إلى الله دعوة صحيحة، أما إذا كانت مجرد انتساب، كلٌ يدخل تحتها، ويجعل الإسلام مجرد غطاء، فهذا لا يُرضي الله عزّ وجلّ، وليس هو الإسلام، لأن كلاًّ يدعِّي أنه، على الإسلام ولو كان مشركاً.

الإسلام والإيمان ليس مجرد دعوى، أو انتساب، أو هويّة تُكتب في حفيظة النفوس، أو يُكتب أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام؛ والعمل على خلافه، يأبى الله ذلك سبحانه وتعالى: {وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .

خذوا منهج الدعوة من هذا وأمثاله، لا تأخذوا، منهم الدعوة من نظام الجماعة الفلانية أو الجماعة العلاّنية، خذوا نظام الدعوة، ومنهج الدعوة من كلام الله وكلام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا هو منهج الدعوة.

ثم بيّن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضيلة الدعوة إلى الله، فقال: "فوالله" أقسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الصادق المصدوق، والقَسَم أحياناً يُؤتى به من أجل الاهتمام بالشيء وتوكيده، ولهذا يقول الشيخ في مسائله فيه: "الحَلِف على الفتيا"، الإنسان إذا أفتى بفتوى وهو يتأكد أنها هي حكم الله عزّ وجلّ يقسم عليها، ويحلف عليها.

"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمْر النَّعم" هذا ترغيب في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ. و"حُمْر النعم" الإبل الحُمْر، جمع حمراء، وهتي الناقة النفيسة، لأن الإبل الحُمْر أنفس أموال العرب.

فكيف إذا اهتدى على يديك جماعة؟، أو اهتدى على يدك أمة، أو اهتدى على يدك أجيال تأتي من بعدك؟

هذا فيه: فضل الدعوة إلى الله.

انظروا ماذا حقق الله من الخير بسبب دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومن اهتدى بسببه من الأجيال التي لا تزال إلى الآن والحمد لله، ومن بركات دعوة

<<  <  ج: ص:  >  >>