للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجلد الأول]

[المقدمة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه، وأسبغ عليهم نعمه ليشكروه.

والصلاة والسلام على نبينا محمد، دعا إلى توحيد الله وصبر على الأذى في سبيل ذلك حتى استقرت عقيدة التّوحيد، واندحر الشرك وأهله.

وعلى آله وأصحابه الذين اقتفوا أثره وساروا على نهجه، وجاهدوا في الله حق جهاد.

أما بعد:

فإن التّوحيد هو الأصل في بني آدم، والشرك طارئ ودخيل، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التّوحيد".

وأول ما حدث الشرك في الأرض في قوم نوح لما غلوا في الصالحين، وصوروا صورهم، فآل بهم الأمر إلى أن عبدوهم من دون الله، فبعث الله نبيه نوحاً عليه الصلاة والسلام ينهى عن الشرك ويأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وجاء الرسل من بعده كلهم على هذا النمط، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُو نِ} (٢٥) .

وأما الشرك في قوم موسى فحدث عندما اتخذوا العجل، وكان موقف كليم الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام معهم ما قصه الله في كتابه.

وأما الشرك في النصارى فحدث بعد رفع المسيح عليه السلام إلى السماء، على يد اليهودي (بولس) ، الذي أظهر الإيمان بالمسيح مكراً وخداعاً، فأدخل في دين النصارى التثليث وعبادة الصليب، وكثيراً من الوثنيات.

وأما الشرك في بني إسماعيل عليه السلام وهم العرب فحدث على يد عمرو بن لحي

<<  <  ج: ص:  >  >>