للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: -وهي مسألة مهمة-: أن الدعوة تكون قبل القتال، ولا يجوز أن يكون القتال قبل الدعوة، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} .

ثالثاً: فيه وصية الإمام لمن يبعثه للدعوة إلى الله، وأنه يخطط له المنهج السليم، ويُرشده إلى الطريق الصحيح الذي يسير عليه، وأن المُرسل يستمد الإرشادات من قائده ومن إمامه، ولا يستبد هو بشيء، لأن هذا أضبط للأمور.

رابعاً: في الحديث دليل على إثبات صفة من صفات الله عزّ وجلّ، وهي المحبة، ردًّا على نُفاة الصفات، الذين ينفون صفات الله عزّ وجلّ.

خامساً: في الحديث دليل على معجزات من معجزات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أحدها: قوله: "لأعطيّن الراية غداً"، وقد وقع هذا.

ثانياً: إخباره عن وقوع الفتح، وقد وقع.

ثالثاً: بصقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عيني المريض فيُشفى في الحال.

هذه كلها من معجزاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلامات نبوته- عليه الصلاة والسلام-.

سادساً: فيه فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه-، ردّاً على أعدائه من الخوارج والنواصب وغيرهم ممَن يتنقّصون الصحابة، ويقلّلون من قدرهم وشأنهم، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، ولاسيّما الخلفاء الراشدون رضي الله تعالى عنهم.

سابعاً: في الحديث دليل على حرص الصحابة على الخير، وأنهم يتنافسون في أمور الخير، لأنهم باتوا ليلتهم "يَدُوكون" يعني: يبحثون من سيحصل على هذه الميزة العظيمة، وأيضاً بادروا كلهم في الصباح، كلهم يرجوا أن يُعطاها.

ثامناً: فيه الإيمان بالقدر، وهو أن الأمر قد يحصل لمن لم يسع إليه، ولا يحصل لمن سعى إليه لكن السعي إلى الخير مأمور به وحصول النتائج من الله سبحانه.

تاسعاً:- وهي المسألة المهمة التي ساق الشيخ رحمه الله - هذا الحديث في الباب من أجلها-: وهي بيان منهج الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، وأن الداعية يدعو إلى الإسلام ويشرحه للناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>