للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الرُّقى والتّمائم والتِّوَلَة شرك" رواه أحمد وأبو داود.

ــ

تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} .

قال: "وعن ابن مسعود" هو: عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذلي الصحابي الجليل، من أئمة العلم المعروفين في الصحابة، ومن أشهر القرّاء لكتاب الله عزّ وجلّ، وهو الذي أُعجب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقراءته، وقال: "من أراد أن يسمع القرآن غضًّا طريًّا كما أنزل؛ فليسمع إلى قراءة ابن أم عبد"، وقد أمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرأ عليه، فقال: يا رسول الله كيف أقرأ عليك وعليك أُنزل؟، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني أحب أن أسمعه من غيري"، قال عبد الله: فقرأت عليه من أول سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (٤١) } قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حسبك"، قال: فالتفت إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا عيناه تذرفان.

والشاهد من هذا: فضيلة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وكان من أَوْعِيَة العلم، وكان له رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرة، وكان مُفتياً من مشاهير المُفتين من الصحابة، وكان يقال له: صاحب السِّواد، لأنه كان يحمل نعليّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفضائله كثيرة رضي الله عنه، وكان من السابقين الأولين.

وفي بعض الأسفار: أنه صعد شجرة وكان نحيلاً، فنظر الصحابة إلى ساقيه دقيقتين؛ فضحكوا، فقال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تضحكون من دقّة ساقيه؟!، لهما في الميزان أثقل من جبل أحد".

سبب ذكر عبد الله بن مسعود لهذا الحديث: أنه رأى على امرأته زينب رضي الله عنها خيطاً في عنقها، وقال: لأنتم يا آل عبد الله أغنياء عن الشرك، قالت: إن عيني كانت تَطْرف، فأذهب إلى فلان اليهودي فيرقاها فتكف، قال رضي الله عنه: إنما ذلك شيطان يَنْخَسُها بكفه، فإذا رُقي كفّ، ثم قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن الرُّقى والتّمائم والتوَلَة شرك".

<<  <  ج: ص:  >  >>