للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أحمد: حدّثنا محمَّد بن جعفر، حدّثنا عوف، وحدّثنا حَيَّان بن العلاء، حدّثنا قَطَن بن قَبِيصة، عن أبيه، أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن العِيافة والطَّرْق والطِّيَرة من الجبت".

ال عوف: العِيافة: زجر الطير. والطَّرْق: الخطُّ يُخطُّ بالأرض.

والجبت: قال الحسن: رنّة الشيطان. إسناده جيّد.

ــ

قوله: "قال أحمد: حدَّثنا محمَّد بن جعفر" المراد به: غُنْدُر.

"حدثنا عوف " هو: عوف بن أبي جميلة، المسمى بعوف الأعرابي، إمام ثقة مشهور.

"حدثنا حيان بن العلاء" حيان- بالياء المثنّاة- بن العلاء، بصريٌّ مقبول.

"حدثنا قَطَن بن قَبِيصة" قَطَن بن قَبِيصة تابعي، بصري ثقة.

"عن أبيه": قَبِيصة بن المُخَارق الهلالي، صحابي معروف.

"أنه" يعني: قبيصة- رضي الله عنه-.

"سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن العِيافة والطَّرْق والطِّيَرة من الجبت".

وتفسير هذه الألفاظ مروي عن: "عوف وهو: عوف بن أبي جميلة، المسمى بعوف الأعرابي؛ أحد رواة هذا الحديث.

قال: "العيافة: زَجْر الطير" ومعناه: التشاؤم بأصواتها وأسمائها ومسارها.

"والطَّرْق: الخطُّ يخطّ في الأرض" من أجل استطلاع الأمور الغائبة، وهي طريقة جاهلية، وهم لا يعلمون بها الغيب بذاتها، وإنما الشياطين هي التي تأتي لهم بما يريدون إذا تقرّبوا إليهم بالعبادة، وكفروا بالله عزّ وجلّ، لأن الشياطين تريد إضلال بني آدم مهما استطاعت. قوله:

"قال الحسن " هو الحسن البصري إمام التابعين.

"الجبت: رنّة الشيطان" أي: صوت الشيطان، وصوت الشيطان يشمل أشياء كثيرة، منها: الأغاني والمزامير، قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} .

وصوت الشيطان: كل كلام باطل، وكل كلام كفر أو شرك.

فهذا فيه بيان الشيء من أنواع السحر:

<<  <  ج: ص:  >  >>