للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك: هذه الآيةُ الكريمة التي صدّر بها الشيخ هذا الباب: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .

والتوسُّل المشروع أنواع:

النوع الأول: التوسُّل بأسماء الله وصفاته، تقول: (يا رحمن ارحمني) ، (يا غفور اغفر لي) ، (يا توّاب تُبْ عليّ) ، (يا غنيّ اغنني) ، وهكذا، تذكُر في دعائك كلَّ اسم يناسِب حاجتك.

ولا يناسِب أنك تأتي باسم غير مناسب لحاجتك: فلا تقل: اللهم اغفر لي إنّك شديد العقاب.

النوع الثاني: التوسُّل إلى الله جل وعلا بدعاء الصالحين: إذا كان هناك صالحٌ من الصالحين، حيٌّ موجود تأتي إليه وتقول: (ادعُ الله لي أن يغفر لي) ، (أن يرزقني) ، (أن يشفِيَني) ، أو إذا قَحِطّ النّاس طلبوا من الصالحين أن يدعوا الله تعالى لهم بالغيث، فهذا مشروع.

وقد استسقى عمر بن الخطّاب- رضي الله تعالى عنه- بدعاء العبّاس عمّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: "اللهم إنّا كُنّا نستسقي بنبينا فتسقينا، وإنا نستسقي بعمّ رسولك، قم يا عبّاس فادعو"، فيدعو العبّاس والنّاس يؤمنِّون.

وهذا توسُّل بدعاء الصالحين، وكما توسّل معاوية رضي الله عنه بيزيد الجُرْشي، وغيرُهم.

أما الميِّت فلا يجوز أن تطلُب منه شيئاً، فلا يجوز أن تذهب إلى قبر الرُسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو قبر غيره من الصالحين وتقول: (ادعُ الله لنا) ، لأنّ الصّحابة ما كانوا يذهبون إلى قبر الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل إنّهم لَمّا أجدبوا وما بينهم وبين قبر الرّسول إلاّ أمتار ما ذهبوا إليه، إنّما طلبوا من العبّاس، لأنّ العبّاس حيٌّ حاضر يستطيع أن يدعو، أما الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنّه ميِّت، ولا يجوز أن يُطلب من الميِّت شيء لا دُعاء ولا غيره.

النوع الثالث: التوسُّل إلى الله بالأعمال الصالحة، مثل حديث أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصّخرة وسدّت عليهم المَخْرَجْ فكلٌّ منهم توسّل إلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>