وروى الترمذي: عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر» .
وقد تمت البيعة له بعد أن عهد إليه أبو بكر لما رأى من أهليته، فقبله المسلمون، ورضوا بإمامته، وأعز الله به الدين، وفتحت في عهده كنوز كسرى وقيصر واتسعت رقعة الإسلام.
ثم بعده عثمان بن عفان وهو "ذو النورين" سمي بذلك لأنه تزوج بنتي النبي صلى الله عليه وسلم واحدة بعد واحدة أولا: (رقية) وماتت سنة ثنتين من الهجرة، ثم (أم كلثوم) ولما ماتت قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان لنا بنت ثالثة لزوجناها عثمان» ولم يتفق هذا لغير عثمان أسلم قديما وهاجر الهجرتين، وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، ولما دخل مرة على النبي صلى الله عليه وسلم جلس وسوى ثيابه، وقال:«ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» وهو الذي اشترى بئر رومة وجعلها سقاية