للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصحف ووجهها في العربية فالقراءة بها جائزة وإن لم يكن لها سند"١، وأما الآخر فكان يغير حروفًا من القرآن، ويقرأ بخلاف ما أنزل٢، كان يعتمد على السند وإن خالف المصحف، واتفقا على موافقة العربية٣.

وهذا دليل على مدى الدقة والإحكام في منهج القراء في إثبات القراءات، فالسند والتلقي مع الموافقة لرسم المصحف.

إن منهج جولد تسيهر يفتح أبوابًا من الفوضى، ويدفع إلى تحريف النص القرآني، أو مسخ فصاحته وقد وقعت بعض قراءات ردت على أصحابها من أول الأمر ووثدت في مهدها، وأصبحت مجرد ذكرى لهذا الضلال في بطون الكتب والمراجع، وإن لجأت إليها بعض الفرق المنحرفة لتدعم انحرافها.

من ذلك قراءة الرافضة: "وما كنت متخذ المضِلَّين عضدا" بفتح اللام، يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما٤.

ولعل وراء هذا الوهم في تفسير المستشرقين لاختلاف القراءات شيء آخر.

هو أنهم قاسوا القرآن الكريم على ما وقع فيه التصحيف والتحريف من كلام العرب شعرًا ونثرًا، فعدوا القراءات من هذا القبيل. وإذا صح هذا فقد وقعوا في ضلال بعيد؛ لأن ما وقع من تصحيف وتحريف في كلام العرب تصدى له أعلام العلماء وصوبوه، وردوا آثار التصحيف والتحريف، وألفت عشرات الكتب في هذا الصدد منها "التصحيف


١ طبقات القراء ج٢ ص١٢٤.
٢ وفيات الأعيان ج٣ ص ٣٢٦.
٣ طبقات القراء ج٢ ص٥٤.
٤ منجد المقرئين ص٢٣.

<<  <   >  >>