والتحريف لأبي أحمد العسكري" فهل يتصور أن يحدث هذا في القرآن ويسكت عنه هؤلاء الغُير من العلماء؟.
وهنا ملاحظة جديرة بالاعتبار هي أن المصاحف التي نسخت في عهد عثمان على يد هذه المجموعة الطيبة من الصحابة القراء عندما وزعت على الأمصار الإسلامية كان يرسل مع كل مصحف عالمًا من علماء القراءة يعلم المسلمين القرآن وفق هذا المصحف، وعلى مقتضاه، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدينة، وبعث عبد الله بن السائب إلى مكة، والمغيرة بن شهاب إلى الشام، وعامر بن عبد قيس إلى البصرة، وأبا عبد الرحمن السلمي إلى الكوفة، ولا شك أن الحكمة من إرسال القارئ مع المصحف تقييد ما يحتمله الرسم من القراءات بالمنقول منها تواترًا، فلو كانت القراءات مأخوذة من رسم المصحف، وأن أي قراءة توافق الرسم مقبولة ما كان هناك ما يدعو لإرسال عالم مع المصحف، فهذا دليل على أن القراءة تعتمد على التلقي والنقل والرواية، لا على الخط والرسم والكتابة١.
١ القراءات في نظر المستشرقين والملحدين، الشيخ عبد الفتاح القاضي ص٤٨، ٤٩ وراجع تفسير القرطبي، الجامع لأحكم القرآن ج١ ص٦٠.