لا علم لهم بدقائق رسم المصحف العثماني، ولا يتاح لهم الآن الرجوع إلى المتخصصين في ذلك للمراجعة والضبط.
وقد اتجهت إلى ذلك وزارة التربية والتعليم في مصر، فكتبت النصوص القرآنية في الكتب المدرسية بالرسم الإملائي المعروف.
على أنه ينبغي لنا أن نضع في اعتبار أن رائد الجميع هو العمل على الحفاظ على الكتاب العزيز، وتيسيره للناس ولقد يسره الله علينا من حيث المفهوم والمحتوى فقال:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ، فبقي علينا ألا نرى مضاضة في تيسيره -إلى حد ما- في الرسم والكتابة.
وقد تكفل الله بحفظ كتابه فقال عز من قائل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} .
يقول العز بن عبد السلام -سلطان العلماء: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسم الأول باصطلاح الأئمة، لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه، لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء قد أحكمته العلماء، لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجته١.
وهذا قول فيه حصافة، وفطنة، رحم الله صاحبه.
١ البرهان في علوم القرآن للزركشي ص٣٧٩، ومعنى دروس العلم: ذهاب آثاره.