وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يُتَّهَم، عن وهب بن منبه اليماني واللفظ لحديث ابن حميد أنه كان يقول يعني وهب بن منبه: قال الله تبارك وتعالى لأرميا حين بعثه نبيا إلى بني إسرائيل: يا أرميا من قبل أن أخلقك اخترتك، ولأمر عظيم اختبأتك، فبعث الله "أرميا" إلى ذلك الملك من بني إسرائيل، يسدده، ويرشده ويأتيه بالخبر من الله فيما بينه، وبين الله، قال: ثم عظمت الأحداث في بني إسرائيل، وركبوا المعاصي، واستحلوا المحارم، ونسوا ما كان الله سبحانه وتعالى صنع بهم، وما نجاهم من عدوهم "سنجاريب" وجنوده، فأوحى الله إلى أرمياء: أنت أئت قومك من بني إسرائيل، واقصص عليهم ما آمرك به، وذكرهم نعمتي عليهم، وعرفهم أحداثهم ...
واسترسل وهب بن منبه فيما يذكره من أخبار بني إسرائيل حتى استغرق ذلك من تفسير ابن جرير ثلاث صفحات كبار١ إلى غير ذلك، مما ذكره ابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهما، من قصص عجيب غريب في "بختنصر" هذا، وما خرب من البلاد وما قتل من العباد.
الكذب على رسول الله بنسبة هذه الإسرائيليات إليه:
ولو أن هذه الإسرائيليات والأباطيل وقف بها عند رواتها من أهل الكتاب الذين أسلموا، أو عند من رواها عنهم من الصحابة والتابعين لهان الأمر، ولكن عظم الإثم أن تنسب هذه الإسرائيليات إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم ولا أشك أن هذا الدس من عمل زنادقة اليهود أو الفرس.
روى ابن جرير في تفسيره، قال: حدثنا عصام بن داود بن الجراح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال: حدثنا منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل لما اعتدوا، وعلوا، وقتلوا الأنبياء، بعث الله عليهم ملك فارس: