للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محرفة!!، ثم ما رأيكم أيها المغترون بروايات أن الذبيح إسحاق، بعد ما تأكدتم تحريف التوراة في هذا؟

وقد دل القرآن الكريم، ودلت التوراة، ورواية البخاري في صحيحه١: على أن الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أسكن هاجر وابنها عند مكان البيت المحرم، حيث بُنِيَ فيما بعد، وقامت مكة بجواره، وقد عبرت التوراة بأنهما كانا في برية فاران، وفاران هي مكة، كما يعبر عنها في العهد القديم، وهذا هو الحق في أن قصة الذبح كان مسرحها بمكة ومنى، وفيها يذبح الحجاج ذبائحهم اليوم، وقد حرف اليهود النص الأول وجعلوه: "جبل المريا"، وهو الذي تقع عليه مدينة أورشليم القديمة مدينة القدس العربية اليوم ليتمَّ لهم ما أرادوا، فأبى الحق إلا أن يظهر تحريفهم!!

وقد ذكر العلامة ابن تيمية وتلميذه ابن كثير: أن في بعض نسخ التوراة: "بكرك"٢ بدل: "وحيدك" وهو أظهر في البطلان، وأدل على التحريف؛ إذ لم يكن إسحاق بكرا للخليل بنص النوراة، كما ذكرنا آنفا.

الذبيح هو إسماعيل عليه السلام:

والحق: أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وهو الذي يدل عليه ظواهر الآيات القرآنية، والآثار عن الصحابة والتابعين، ومنها ما له حكم الرفع بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم له.

فلا عجب أن ذهب إليه جمهرة الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم وأئمة العلم والحديث، منهم الصحابة النجباء، والسادة العلماء: علي، وابن عمر٣، وأبو هريرة، وأبو الطفيل، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والشعبي، والحسن البصري، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد بن المسيب، وأبو جعفر محمد الباقر، وأبو صالح والربيع


١ صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب: "واتخذ الله إبراهيم خليلا".
٢ أول مولود يولد للشخص.
٣ ذكروا أن الفاروق عمر كان يقول: إنه إسحاق، وأنا استبعد ذلك جدا، وهو أيقظ من أن يخدع برواية كعب ولو صح ما نقل عنه لتأثر الابن بأبيه، وكذلك اختلف في عليٍّ فالبغوي على أنه يقول: إسحاق، وابن أبي حاتم على أنه يقول: "إسماعيل". تفسير ابن كثير ج ٧ ص ١٥٥.

<<  <   >  >>