ابن أنس، وأبو عمرو بن العلاء وأحمد بن حنبل وغيرهم، وهو إحدى الروايتين وأقواهما عن ابن عباس.
وفي زاد المعاد، لابن القيم: أنه الصواب عند علماء الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
وهذا الرأي هو المشهور عند العرب قبل البعثة، نقلوه بالتواتر جيلا عن جيل، وذكره أمية بن أبي صلت في شعر له.
العلماء المحققون على أنه إسماعيل:
وقد نقل العلامة ابن القيم، عن شيخه الإمام: ابن تيمية في هذا الموضوع كلاما جيدا، قال ما خلاصته:
ولا خلاف بين النسابين: أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام وإسماعيل هو القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق فباطل من عشرين وجها وسمعت شيخ الإسلام: ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هذا القول متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه:"إن الله أمر إبراهيم بذبح ابنه بكره"، وفي لفظ:"وحيده" ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين: أن إسماعيل هو بكر أولاده، والذي غر هؤلاء: أنه في التوراة التي بأيديهم: "اذبح ابنك إسحاق" قال: وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم؛ لأنها تناقض قوله:"اذبح بكرك ووحيدك" ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرف، وأحبوا أن يكون لهم، وأن يسوقوه إليهم، ويختاروه لأنفسهم دون العرب، ويأبى الله إلا أن يجعل فضله لأهله.
وكيف يسوغ أن يقال: إن الذبيح إسحاق؟، والله تعالى قد بشر أم إسحاق به، وبابنه يعقوب، قال تعالى:{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب} ١.
فمحال أن يبشرها بأن يكون لها ولد، وللولد ولد، ثم يأمر بذبحه، ولا ريب أن يعقوب عليه السلام داخل في البشارة، ويدل عليه أيضا: أن الله ذكر قصة إبراهيم وابنه الذبيح في سورة الصافات ثم قال: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِين} وهذا.