تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية، فكم من ظواهر أولت بالأدلة القطعية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد!! وأعظم ما يقدح به الملحدة، أن يصرح ناصر الشرع، بأن هذا وأمثاله على خلاف الشرع، فيسهل عليه طريق إبطال الشرع، إن كان شرطه أمثال ذلك؛ وهذا لأن البحث في العالم عن كونه حادثًا، أو قديمًا، ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة، أو بسيطا، أو مثمنا أو مسدسا، وسواء كانت السماوات وما تحتها ثلاث عشرة طبقة، كما قالوه، أو أقل، أو أكثر، فنسبة النظر فيه إلى البحث الإلهي كنسبة النظر إلى طبقات البصل، وعددها، وعدد حب الرمان، فالمقصود كونها من فعل الله فقط، كيفما كانت"١.
وقد سقت هذا الكلام القيم ليعتبر به هؤلاء الذين لا يزالون في عصرنا هذا ينكرون كروية الأرض، ودورانها، وأسباب حدوث بعض الظواهر الكونية كالخسوف، والكسوف، وحدوث الرعد، والبرق، والصواعق وقانون الجاذبية، ونحوها: مما لا ينبغي لعاقل أن يرتاب فيه.
وليعتبر به أيضا هؤلاء الذين ينكرون بعض المكتشفات العلمية التي جدت في عصرنا كغزو الفضاء، والوصول إلى القمر، وانعدام الوزن في حالات خاصة، ونحوها باسم الدين، فإن ذلك كما قال الإمام العظيم الغزالي أضر على الدين من طعن أعدائه فيه، ولْنأخذ بعد هذه المقدمة الللازمة في بيان الإسرائيليات والأكذوبات في الكون، وما يتعلق به.