للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه قال: بسند واهٍ، وكان عليه أن لا يذكره، ما دام سنده واهيا، وقد سمعت مقالة الإمام الحافظ ابن حجر فيه.

ومن ذلك: ما ذكره بعض المفسرين في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} الآية١.

فقد روى أبو نعيم في الدلائل من رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: "راعنا بلسان اليهود: السب القبيح، فكانت اليهود تقولها لرسول الله سرا، فلما سمعها أصحابه أعلنوا بها، فكانوا يقولونها، ويضحكون منها، فسمعها سعد بن معاذ منهم، فقال: لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه فنزلت.

قال الحافظ ابن حجر في تخريجه: السدي الصغير متروك، وكذا شيخه، أقول: وهي سلسلة الكذب كما تقدم، وقد ذكر هذا الزمخشري، والبيضاوي، والآلوسي، وغيرهم.

ومن ذلك: ما ذكره بعض المفسرين في سبب نزول قوله تعالى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِين} ٢ فقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهما عن خباب بن الأرت، قال: جاء الأقرع بن حابس، وعيينة ابن حصن الفزاري، فوجدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب، وبلال وعمار، وخباب قاعدا في أناس من الضعفاء، فلما رأوهم حول النبي حقروهم، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا مجلسا يعرف به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك، فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، وإذا نحن فرغنا فاقعد معهم، قال: "نعم" قالوا: اكتب لنا كتابا بذلك، فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب، فنزل جبريل بهذه الآية


.
١ البقرة: الآية ١٠٤.
٢ الأنعام: ٥٢.

<<  <   >  >>