للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعا: أقسام الناس في العمل، وما يريدون به: ينقسمون إلى أقسام، منها:

١- قسم يريدون بأعمالهم الدنيا فقط، ولا إرادة لديهم له، ولا هم لهم له، ولا طلب للآخرة. وهذا رياء محض، وهو شرك أكبر يقع فيه المنافقون١.

٢- قسم يريدون بأعمالهم الله عز وجل، ولكن يخالط إرادتهم ونيتهم شيئا آخر؛ كإرادة الناس -مثل يسير الرياء والسمعة، أو إرادة المال، أو المتاع مثل من يعمل العمل أمام ولي المرأة ليوافق على زواجه منها، أو يحفظ القرآن من أجل أن يعين إماما في المسجد.

وهذا من الشرك الأصغر٢، وفاعله قد صار بإرادته لهذه الأشياء عبدا لها، وينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة ٣، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض" ٤.

٣- قسم يعمل بطاعة الله مخلصا له في ذلك؛ ولكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه من الإسلام٥.

رابعا: الاستسقاء بالأنواء "النجوم" من أنواع الشرك الأصغر

أولا: المراد بالاستسقاء بالأنواء: الاستسقاء: طلب السقيا، والمراد نسبة مجيء المطر إلى الأنواء.

والأنواء: جمع، مفرده نوء. والأنواء هي منازل النجوم، وهي ثمان وعشرون منزلة، ينزل كل ثلاث عشرة ليلة منزلة منها. وسمي نوءا -من ناء ينوء نوءا، إذا نهض وطلع- لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب -مع طلوع الفجر- ناء -نهض وطلع- أخرى في


١ تقدمت الإشارة إلى هذا النوع ص١٢٠ من هذا الكتاب.
٢ وهو هذا النوع الذي بين أيدينا.
٣ القطيفة هي الخميلة، وهي ثوب له خمل من أي شيء كان. والخميصة هي ثوب خز أو صوف معلم.
"انظر: فتح الباري لابن حجر ١١/ ٢٥٤. وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ص٥٣٩".
٤ صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال.
٥ انظر هذا القسم مع بقية الأقسام في: تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص٥٣٦-٥٣٨.
وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص٥٤٠-٥٤١. وبعض أنواع الشرك الأصغر للمعتق ص٣٤.

<<  <   >  >>