للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقسام التوسل:

التوسل ينقسم إلى قسمين: توسل شرعي، وتوسل بدعي.

فالتوسل الشرعي: هو ما كان ثابتا بالشرع؛ بأن يدل عليه دليل من الكتاب أو السنة.

والتوسل البدعي: هو ما لم يدل عل جوازه دليل، أو وجد الدليل؛ ولكنه لم يثبت، ووجد من الدلة الثابتة ما يناقضه١.

أنواع التوسل الشرعي وأدلته:

التوسل المشروع هو كل توسل دل على جوازه نص من الكتاب أو السنة، والمراد به هنا: اتخاذ وسيلة لإجابة الدعاء؛ بأن يجعل الداعي في دعائه ما يكون سببا في قبوله٢.

وهذا التوسل لا يعلم إلا من طريق الشرع. وهو أنواع، منها٣:

١- التوسل بالله عز وجل؛ بذاته المقدسة، أو بأسمائه الحسنى، أو صفاته العلى، أو أفعاله، ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: ١٨٠] ، وقوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: "أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" ٤.

٢- التوسل بالأعمال الصالحة. ودليل ذلك من كتاب الله، قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ١٢٧] ، ومن السنة: قصة النفر الثلاثة الذين توسلوا بأعمالهم الصالحة؛ من بر الوالدين، وترك الفواحش، وأداء الحقوق، فاستجاب الله عز وجل لهم٥.


١ انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي العواجي ص٤١.
٢ انظر التوسل حكمه وأقسامه لابن عثيمين والألباني ص١٣.
٣ انظر شرح نواقض التوحيد للعواجي ص٤٢-٤٣.
٤ أخرجه الإمام أحمد في المسند ١/ ٣٩١، وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند رقم٣٧١٢: إسناده صحيح. وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم١٩٩".
٥ أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين. "صحيح البخاري، كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيرا فترك أجره. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصاب الغار الثلاثة".

<<  <   >  >>