للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويطربني من مديحها قوله منها أيضًا:

كفتك المروءة ما تتقي ... وآمنك الود ما تحذر

وقال:

فلا تطمعن من حاسد في مودة ... وإن كنت تبديها له وتنيل١

يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقول

وقوله:

وما أخصك في برء بتهنئة ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا

وقال:

ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... تصيده الضرغام فيما تصيدا٢

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر يحفظ اليدا

وما أحلى ما قال بعده:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى

ويعجبني منها في افتخاره:

وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدا

فسار به من لا يسير مشمرًا ... وغنى به من لا يغني مغردا

ومن أمثالها:

فدع كل صوت بعدي صوتي فإنني ... أنا الصائح المحكي والآخر الصدى٣

وقيدت نفسي في ذراك محبة ... ومن وجد الإحسان قيد تقيدا

ولقد أجاد في مديحها بقوله:

إذا سأل الإنسان أيامه الغنى ... وكنت على بعد جعلتك موعدا

ومن الأمثال السائرة مطلع هذه القصيدة: لكل امرئ من دهره ما تعودا.

وقال من قصيدة:

وما التيه ظني فيهم غير أنني ... بغيض إلى الجاهل المتغافل٤


١ أنال: بذل وأعطي.
٢ الضرغام: الأسد الغضنفر، الباز: طائر معروف يستعمل في الصيد: الباشق.
٣ روي: أنا الصادح المحكي: والصادح هو البلبل المغرد، والمحكي: الذي قلد ويقلد. ويتشبه به.
والصدى: رجع الصوت.
٤ التيه: الضياع.

<<  <  ج: ص:  >  >>