للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله قوله:

في خده فخ لعطفة صدغه ... والخال حبته وقلبي الطائر

ومثله قوله:

وكنت وكنا والزمان مساعد ... فصرت وصرنا وهو غير مساعد

وزاحمني في ورد ريقك شارب ... ونفسي تأبى شركها في الموارد

ومن هنا أخذ الشيخ عز الدين الموصلي، وقال:

لقد كنت لي وحدي ووجهك حضرتي ... وكنا وكانت للزمان مواهب

فعارضني في ورد خدك عارض ... وزاحمني في ورد ثغرك شارب

ومن نظم الفاضل أيضًا، في بوّاب يلقب بالبحري:

وهب أن هذا الباب للرزق قبلة ... فها أنا قد وليته دونكم ظهري١

وهب أن البحر الذي يخرج الغنى ... فكلّ خرافي الشط في لحية البحر"ي"٢

ومثله قوله:

عاتبته فتضرجت وجناته ... والقلب صخر لا يلين لقاصد٣

فنظرت من ذا في حرير ناعم ... وضربت من ذا في حديد بارد

ومن اختراعاته التي لم تجل في فكر غيره، قوله من مديح قصيدة عادلية.

وهذا الترب أم خد لثمنا ... فآثار الشفاه عليه شامه

وهذا الدر منثور ولكن ... أروني غير أقلامي نظامه

وهذي روضة تندى وسطري ... بها غصن وقافيتي حمامه

ومنه قوله أيضًا:

بالله قل للنيل عني إنني ... لم أشف من ماء الفرات غليلا

وسل الفؤاد فإنه لي شاهد ... إن كان طرفي بالبكاء بخيلا


١ قبلة: مقصدًا، وجهة والقبلة: الجهة التي يتوجه إليها المسلمون في أثناء صلاتهم وتكون فيها الكعبة الشريفة.
٢ الخرا: روث الإنسان، وإضافة الياء إلى البحر تجعله اسما للبواب المقصود.
٣ تضرج: أشرب حمرة. أو تلون بلون الدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>