للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العربية كل عجمة، وتميزوا على العجم بقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وهذا التمييز نصبه مرفوع على كل أمة، صلاة نسن بها سيوف السنة على من تسربل بدروع ضلاله، ونقيم حدودها على من بدل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهل أسماء رجاله، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد، فالهناء بنصرة هذا الدين القيم بين هذه الأمة مشترك، وكيف لا وقد ظهر جلاله مقمرًا وأنشدوا:

يا ليل طل أو لا تطل ... فليس نرعى قمرك

وقد حلا مكرر الحمد بنشر الأعلام المؤيدية على أئمتنا الأعلام٢، وحلت أيضًا مواقع التورية بنصرة شيخ الإسلام، فهو الليث الذي كان لظما العلماء إلى إمامهم نعم الغوث والغيث، حتى تأيدوا بمؤيدهم وأعز الله أنصارهم بالشافعي والليث، حجبناه عن غيوم العزل، وقلنا وقد ساعدنا رأينا الشريف في إظهاره:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل٣

وولى غيره فأنشد كل عالم أظلم ضوء نهاره:

ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأنذال والسفل

واعتلت كتب العلم فقالت وعيون سطورها باكية:

لعل إلمامة بالجذع ثانية ... يدب منها نسيم البرء في عللي

وأنشد لسان حال شيخ الإسلام وقطوف قربه دانية:

تقدمتني رجال كان شوطهم ... وراء خطوي لو أمشي على مهل

وأشار إلينا وقال وخواطرنا الشريفة بإشارته راضية:

لعله إن بدا فضلي ونقصهم ... لعينه نام عنهم أو تنبّه لي

فتنبهنا له وقلنا لضده وقد أهبطناه من تلك الرتبة العالية:

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقًا ... في الأرض أو سلمًا في الجو فاعتزل

وكيف يطلب من نار خامدة هدى، أو يجعل السراب ماء، وإذا دعونا الري جاوبنا الصدى، ويأبى الله أن يطابق سحبان بباقل، أو يجاري فارس العلم براجل:

ومن يقل للمسك أين الشذى ... كذبه في الحال من شما


١ الزخرف: ٤٣/ ٣.
٢ الأعلام: الفطاحل الهداة.
٣ العطل: عدم التزين. والخطل: خطأ الرأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>