البخاري قال: لما دخلت البصرة سرت إلى مجلس محمد بن بشارٍ، فلما خرج وقع بصره علي، فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى، قال: كيف تركت أبا عبد الله؟ فأمسكت، فقال له أصحابه: رحمك الله، هو أبو عبد الله، فقام فأخذ بيدي وعانقني، وقال: مرحباً بمن أفتخر به منذ سنين.
وروي عن البخاري أنه قال: ما استصغرت نفسي عند أحدٍ إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
وفي رواية أخرى عنه متصلاً بهذا الكلام: ما سمعت الحديث من في إنسانٍ أشهى عندي من أن أسمعه من في علي.
قيل: وذكر قول البخاري لعلي بن المديني: «ما تصاغرت نفسي عند أحدٍ إلا عند علي»؛ فقال: ذروا قوله، هو ما رأى مثل نفسه.
حدثني أبو النجيب الأرموي، حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني، أخبرني محمد بن إدريس الوراق، نا محمد بن حم، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن أبي حاتم الوراق، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديثٍ، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وساروا إلى عمرو بن علي، فقالوا له: ذاكرنا محمد بن إسماعيل بحديثٍ فلم يعرفه، فقال عمرو بن علي: حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديثٍ.