فباعه عمه، فأغلظت له مولاته، فقال لها: ويحك! إني رجلٌ من العرب، فلما جاء زوجها قالت له: ألا ترى ما يقول طريفٌ! فسأله، فأخبره؛ فقال له: خذ هذه الناقة فارتحلها، وخذ هذه النفقة والحق بقومك.
فقال: والله لا ألحق بقومٍ باعوني أبداً؛ فكان ولاؤه لبني الهجيم، ومات سنة خمسٍ وتسعين.
أنشد أبو علي البغداذي، عن ابن دريد، عن أبي حاتم قال: قال أبو تميمة -وأسرته الترك-:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً … وسادي كفٌ في السوار خضيب
وبين بني سلي وهمدان مجلسٌ … على نأيه مني إلي حبيب
كرام المساعي يأمن الجار فيهم … وقائلهم يوم الخطاب مصيب
هكذا وقع:«وبين بني سلي وهمدان»! ولعله: «وهزان»، والله أعلم.