يحضره غيرهم، فامتنع من ذلك -أيضاً-، وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوماً دون قومٍ. فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عليه، حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل فقال:«اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم»؛ فأما خالدٌ فلم يأت عليه إلا أقل من شهرٍ حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عليه؛ فنودي عليه وهو على أتانٍ، وأشخص على إكافٍ، ثم صارت عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع. وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله، فرأى فيها ما يجل عن الوصف، وأما فلانٌ أحد القوم -وسماه- فإنه ابتلي بأولاده، وأراه الله فيهم البلايا.
وأخبرنا علي بن أبي حامدٍ الأصبهاني في كتابه، قال: نا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي، قال: رأيت النبي ﷺ في النوم ومعه جماعةٌ من أصحابه، وهو واقفٌ في موضعٍ -ذكره-، فسلمت عليه، فرد السلام، فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيامٍ بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي ﷺ فيها.