وقد وهم أبو مسعود الدمشقي في هذا في كتابه المسمى بـ «الأطراف»، فجعل الأحاديث كلها لعبد الله بن أبي عتيق، والأئمة الحفاظ كالبخاري وغيره خالفوه في ذلك وميزوا بينهما، ونسبوا الأحاديث لرواتها على الصواب كما تقدم من قولنا، وهم في هذا كما وهم في عبد الرحمن الأعرج الذي يأتي بعد.
وذكر أبو داود في كتاب الصلاة من «السنن» عن ابن حنبل ومسدد ومحمد بن عيسى عن يحيى بن سعيد عن أبي حزرة قال: نا عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخو القاسم بن محمد قال: كنا عند عائشة فجيء بطعامها فقام القاسم يصلي، فقالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يصلى بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان».
هكذا قالوا في الإسناد:«عبد الله بن محمد أخو القاسم بن محمد»، وهو وهمٌ، والحديث محفوظ لعبد الله بن أبي عتيق، لا لعبد الله بن محمد أخي القاسم، والقاسم ليس بأخ لابن أبي عتيق، إنما هو ابن عم أبيه، أجمع أهل النسب على ذلك. والله ولي التوفيق.