والفقر والمعرفة والجهل والصلاح والحزم والخمول، فكيف يكون المال ملكاً للمستغني عنه بثروته أو بقوته أو بعلمه وفنه أو من يجب حرمانه منه لفساده وخبثه، وما إلى ذلك، وصدق الله العظيم يقول {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} ، ولكن راجت هذه الأكاذيب لتعطيل الحكم بالشريعة.
[س) كيف لنا بمن يقول (الدين علاقة بين العبد وربه فقط، لا شأن له في السياسة والحكم) ؟]
ج) هذه خطة انتهجها الثائرون على الكنيسة في (أوروبا) ، التي ليس عندها ثروة تشريعية وافية بأساليب الحكم والسياسة حسب التطوير الصحيح.
فانتهج هذه الخطة تلاميذ الأفرنج من أبنائنا وعملوا على تطبيقها في بلاد المسلمين وفرضها عليهم، بتلقين قوي من أساتذتهم، وتأييد استعماري يحظى به العملاء والمغرضون، الذين يريدون الحكم على أشلاء الإسلام وحساب أهله، وقد أراحوا المستعمرين والمبشرين بتطبيق هذه الخطة التي أبعدوا بها حكم الله وأزاحوا المسلمين عن تعاليم شريعتهم وآدابها، وصبغوهم بصبغة أفرنجية في تقاليدهم وعقائدهم وأخلاقهم وملابسهم، حتى حولوهم بهذه الخطة وتحت شعاراتها المختلفة إلى نوع من الخلق لا يصلح شرقياً ولا غربياً.
ومع أن هذه في حق الإسلام والمسلمين فرية عظيمة وخطة أثيمة، فهي في الحقيقة حجة على أولئك دامغة لرؤوسهم مرغمة لأنوفهم، لأن