للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والراجع إلى تقاليد قرون بالية سحيقة أكل الدهر عليها تماماً وشرب، قرون تلفت بعدما تجرعت الفوضى والنتائج السيئة المتنوعة، الناشئة من العري والتهتك وعبادة الشهوات والتكالب المسعور على المادة والتحل الجنسي والجرائم الأخرى التي اعتبرها المؤرخون سبباً في انحطاطهم وهلاكهم؟ أيكون تقليدهم والرجوع إلى مساوئ أخلاقهم تقدمية؟ والابتعاد عنه بالتزام حدود الله والاستنارة بوحيه رجعية؟

{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} ، إن الرجعية الخبيثة حاربها القرآن من تقليد الآباء بغير برهان من الله، وجعل بعض الأشياء أنداداً من دون الله، والاحتكام لشريعة الطاغوت من سائر البشر المتجاوز لحدوده والظلم والجور والكذب والبهتان والزنا ودواعي قربانه من أظهار الزينة والمفاتن، والسعي في الفساد والتطفيف والاعتداء والشقاق، واحتقار الناس وغمط حقوقهم والتسلط عليهم استعلاء في الأرض، وغير ذلك من أنواع الرجعية، التي افتتن بها اليوم تلاميذ الافرنج وسموها تقدمية.

بينما القرآن يأمر بالتقدمية الصحيحة، من العفة والنزاهة والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، والاستعداد بكل قوة قاهرة للأعداء وأخذ الحذر منهم، وعدم موالاتهم والركون إليهم، أو جعل بعضهم وليجة ووليا من دون المؤمنين، كما يفعله من يزعم التقدمية هذا اليوم، وأيضاً فهو يأمر بتسخير كل دابة ومادة على وجه

<<  <   >  >>