(فاحشاً): الفاحش: القبيح أو البذيء في أقواله وأفعاله وصفاته.
(متفحشاً): المتفحش: الذي يتكلف الفحش ويتعمده.
(صخاباً): ضبط بالصاد وبالسين، أي صيَّاحاً، والصخب: الصياح واختلاط الأصوات.
* الوجه الرابع: في الحديث دليل على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأخلاق الكريمة، والآداب العالية، والبعد عن كل ما هو قبيح من الأقوال والأفعال أو الصفات، وما كان عليه -صلى الله عليه وسلم- من الصفح والمسامحة والعفو، مما تواترت به الأحاديث الصحيحة، ويكفي شهادة الله تبارك وتعالى له في كتابه:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: ٤].
وهذا العفو والصفح إنما هو في حقه -صلى الله عليه وسلم-، وما يمس شخصه الكريم، وأما ما كان من حقوق الله ومحارمه وحقوق الآدميين فكان عليه الصلاة والسلام وقافاً عند حدود الله، كما جاء في الحديث الصحيح:«لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»(١).
* * *
٧٥ - عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ:«مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ شَيْئاً قَطُّ إِلَا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ضَرَبَ خَادِماً أَوِ امْرَأَةً».