للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

السمرة، وهم خمسة عشر صحابياً كما قاله الحافظ العراقي (١)، فلا شك أن روايتهم أصح وأرجح.

وتأول بعضهم كلمة «أسمر» هنا بأن المراد بها نفي البياض الشديد كما تقدم، وعلى هذا التوجيه فلا منافاة بين هذه الرواية وبين بقية الروايات التي وصفته بالبياض.

وقال بعضهم: بأن السمرة كانت في أعضائه -صلى الله عليه وسلم- البارزة للشمس، والبياض فيما تحت الثياب، وكل هذه تأويلات متكلفة.

* الوجه السابع: بين الحديث صفة شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه: «ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط»، ومعناه أن شعره -صلى الله عليه وسلم- كان وسطاً بين الجعودة والنعومة، وهي أحسن صفات الشعر، وقد جاء في رواية أبي هريرة: أنه كان «رَجِل الشعر» (٢)، وهو الذي كأنه رُجّل وسُرّح بالمشط، وفسره بعضهم بما فيه تثنٍ قليل.

* الوجه الثامن: وردت صفات أخرى لخِلْقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث أخر كثيرة، ومنها على سبيل المثال:

أنه كان «بعيد ما بين المنكبين»، كما في حديث البراء بن عازب (٣)، والمعنى أنه كان عريض أعلى الظهر.


(١) «تحفة الأحوذي» ١٠/ ٦٨.
(٢) «الشمائل» (١٢)، وصححه الألباني في «مختصر الشمائل».
(٣) رواه البخاري في «صحيحه» (٣٥٥١)، ومسلم في «صحيحه» (٢٣٣٧).

<<  <   >  >>