٥-هذه الآية تختلف عن آيات الأمم السابقة، فهي ليست آية النبي (صلى الله عليه وسلم) الكبرى-كما هو الحال في نبي الله صالح عليه السلام مثلا- بل كانت آية عارضة سأله بعض أهل مكة، فمن حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) على هداية قومه سأل الله أن يحقق له هذه الآية، فاستجاب الله تعالى لنبيه وحبيبه، ليس لأجلهم ولكن لأجل نبيه.
وذلك لأن منهج القرآن عند سؤال الكفار آية أن يرجعهم لأمرين؛ إما الآيات الشرعية (القرآن) أو الآيات الكونية (مخلوقات الله)(١) ؛ فمن الرد إلى الآيات الشرعية قوله تعالى:(وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ () أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( [العنكبوت:٥٠، ٥١] .