للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول غوستاف لوبون (١) : (القرآن من تأليف محمد) (٢) .

ويقول درمنجهام (٣) -وهو يصور النبي (صلى الله عليه وسلم) بالفنان أو الشاعر الذي يتأمل الطبيعة، ثم يبدع في التأليف-: (وهذه النجوم في ليالي صيف الصحراء كثيرة شديدة البريق، حتى ليحسب المرء أنه يسمع بصيص ضوئها، وكأنه نغم نار موقدة.

حقا إن في السماء لشارات للمدركين، وفي العالم غيب بل العالم غيب كله؛ لكن ألا يكفي أن يفتح الإنسان عينيه ليرى، وأن يرهف أذنه ليسمع، ويرى الحق ويسمع الكلم الخالد، لكن للناس عيونا لا ترى وآذانا لا تسمع، أما هو فيحسب أنه يسمع ويرى، وهل تحتاج لكي تسمع ما وراء السماء من أصوات إلا إلى قلب مخلص مُلِئَ إيمانا ... ) (٤) .

ويقول نولدكة (٥) : (كانت نبوة محمد نابعة من الخيالات المتهيجة، والإلهامات المباشرة للحس أكثر من أن تأتي من التفكير النابع من العقل


(١) غوستاق لوبون: طبيب ومؤرخ فرنسي، ولد عام ١٨٤١ م عنى بالحضارات الشرقية من آثار: حضارة العرب، الحضارة. (انظر " قالوا عن الاسلام ": ص ٨٦)
(٢) حضارة العرب، لغوستاف لوبون، (ص:١١١) ،في فصل: تأليف القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط٣، ١٩٧٩.
(٣) تقدمت ترجمته ص ١٤٢.
(٤) القرآن والمستشرقون، د. التهامي نقرة، ص:٢٨.
(٥) تيودور نولدكة [١٨٣٦-١٩٣١] : شيخ المستشرقين الألمان غير مدافع، متقن للغات السامية الثلاث (العربية، السريانية، العبرية) ، وعنده لغات أخرى كثيرة، حصل على الدكتوراة الأولى عام ١٨٥٦ برسالة عن تاريخ القرآن، وكان يبحث عن المخطوطات الشرقية ويعكف عليها لدراستها، فسافر إلى فينا ثم ليدن ثم جوتا فى ألمانيا ثم برلين ثم روما، لكنه لم يرحل إلى البلاد العربية أو الإسلامية مع أن تخصصه فيها، عين فى جامعة كيل استاذاُ للغات السامية، ثم تنقل بين مناصب عدة. (موسوعة المستشرقين، لبدوى ص: ٥٩٥)

<<  <   >  >>